يقول الله -سبحانه وتعالى-: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} [الزلزلة: الآية1]، زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ بكلها، وليس فقط منطقة معينة، (زِلْزَالَهَا): زلزالها الموعود، زلزالها النهائي، زلزالها الذي يُحدِث تغييرًا كليًا لها، زلزالها الذي ينسف جبالها الكثيرة جدًّا والهائلة والعظيمة، زلزالها الذي يحوِّل تلك الصخور الصلبة في تلك الجبال إلى فُتَاتٍ، إلى ذراتٍ متناثرة، إلى غُبَارٍ يتطاير في الجو، {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا} [الزلزلة: 2-3]، يندهش، ولا يستوعب ما يحدث أبدًا.
في آيةٍ أخرى يقول الله -سبحانه وتعالى-: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} [الواقعة: الآية1]، الحادثة الرهيبة الكبيرة العظيمة جدًّا (القيامة) {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} [الواقعة: الآية2]، أمرٌ لا بد منه، {خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ} [الواقعة: الآية3]، يتغير واقع الناس كثيرًا وكثيرًا جدًّا، فينخفض قومٌ، وينخفض أُناسٌ، وتنخفض شخصيات، ويرتفع آخرون،
اقراء المزيد